الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن الوساوس من أخطر الأمراض التي متى تسلطت على العبد أفسدت دنياه وآخرته، فعليك بالحذر من الوساوس والإعراض عنها، وعدم الالتفات إلى شيء منها؛ وانظري الفتوى رقم: 51601
وإذا شككت في خروج شيء منك، فلا تفتشي ولا تبحثي عن حقيقة الأمر، وإذا وجدت شيئا بعد الخروج من الصلاة، وشككت هل خرج قبل الصلاة أو بعدها؟ فالأصل أن صلاتك صحيحة، وأنه خرج بعد الصلاة، ولا تعيدي الصلاة مهما وسوس لك الشيطان بأنه تلزمك إعادتها، وجاهدي نفسك على ألا تحلفي، وإذا حلفت يمينا تحت تأثير الوسوسة، أو حنثت فيها تحت تأثير الوسوسة، فلا كفارة عليك؛ لأنك في معنى المكره؛ وانظري الفتوى رقم: 184205
وإذا شككت هل حلفت أو لا؟ فالأصل أنك لم تحلفي، وليس إعراضك عن الشكوك وتجاهلك لهذه الوساوس من التساهل في الدين، بل هذا هو حكم الله الذي شرعه لك والذي يحب منك أن تفعليه، فإذا كنت تريدين فعل ما يحبه الله، فاعملي بما نصحناك به من تجاهل الوساوس والإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.