الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:
فإننا نحمد الله تعالى أولًا على هدايتك للصلاة, ونسأله أن يثبتنا وإياك على طاعته إلى أن نلقاه, ولا شك أن كثيرًا من تقصير الأبناء في الصلاة وغيرها من فرائض الدين إنما هو نتيجة لتقصير الآباء في تربيتهم, وقد قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه تحفة المودود: وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء, وإهمالهم لهم, وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه, فأضاعوهم صغارًا فلم ينتفعوا بأنفسهم, ولم ينفعوا آباءهم كبارًا, كما عاتب بعضهم ولده على العقوق, فقال: يا أبت, إنك عققتني صغيرًا فعققتك كبيرًا ... اهــ
وأما قضاء ما تركته بعد البلوغ: فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن من ترك الصلاة كسلًا وجب عليه قضاؤها, وذهب آخرون إلى عدم وجوب القضاء, وإنما يكثر من النوافل والمستحبات, كما بيناه في الفتوى رقم: 128781, وعلى قول الجمهور - وهو المفتى به عندنا - فإن ما تفعلينه من قضائك الصلاة مرتبة هو فعل صحيح, إلا أنه لا ينبغي أن تقتصري على قضاء صلاة يوم واحد في اليوم, بل ينبغي أن تقضي أكثر من ذلك إن كان هذا في إمكانك, قال الدسوقي: فالواجب حالة وسطى، فيكفي أن يقضي في اليوم الواحد صلاة يومين فأكثر، ولا يكفي قضاء يوم في يوم, إلا إذا خشي ضياع عياله إن قضى أكثر من يوم. اهــ
ولا يجب عليك ترك الشفع والوتر والتراويح, بل يشرع لك أن تصليها, ونسأل الله لنا ولك القبول, وانظري الفتوى رقم: 22577 عن قضاء الفوائت أم أداء السنن, وكذا الفتوى رقم: 44070.
والله تعالى أعلم.