الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على حرصك على الاستقامة على طاعة الله, والالتزام بالحجاب أمام إخوة زوجك, وتربية أبنائك على المحافظة على الصلاة, فجزاك الله خيرًا, واثبتي على ذلك, رضي من رضي, وأبى من أبى, ولا تلتفتي إلى استهزاء مستهزئ, أو سخرية ساخر، فدين الله ليس محلًا لمجاملة أحد، قال تعالى: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ {القلم:9}، نقل أهل التفسير عن مجاهد أنه قال: المعنى ودوا لو ركنت إليهم وتركت الحق فيمالئونك. اهـ. واحرصي على أن يكون رضا الله غاية مناك، فإنه يوشك أن يرضي عنك الناس، روى الترمذي عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس, ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس. وتصرفات هؤلاء الناس تدل على جهل وغفلة, فيحب بذل النصح لهم, وتذكيرهم بالله تعالى, وأن يقال لهم في أنفسهم قولًا بليغًا.
ولا حرج عليكم في صلتهم إن أمنتم أن تلحقكم منهم مفسدة في دينكم، وقد يكون الأسلم أن تجتنبي زيارتهم ما داموا على هذا الحال؛ لئلا يفسدوا عليك دينك, ولك الحق في منع أولادك من زيارتهم إن خشيت عليهم الضرر منهم, ويمكن التواصل معهم من خلال الوسائل الأخرى, كالاتصال الهاتفي, ونحو ذلك.
والله أعلم.