الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأغاني المشتملة على معازف - كالموسيقى - محرمة مطلقًا، ولو كانت كلماتها هادفة ومعانيها سامية، وسواء كان استماعها في حياة المغني أم بعد وفاته، كما دلت على ذلك النصوص، وإجماع العلماء، وقد بينا ذلك في الفتوى: 5282.
ومن مات ولم يتب من الغناء فإنه يشارك من استمع إليها بعده في الإثم؛ لما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء. أخرجه مسلم، وفي الحديث الآخر: لا تقتل نفس ظلمًا، إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه كان أول من سن القتل. متفق عليه. وترجم عليه الإمام البخاري: باب إثم من دعا إلى ضلالة، أو سن سنة سيئة. هذا من حيث العموم، أما الشخص المعين فلا يحكم عليه أنه يحاسب بذلك أو لا يحاسب، فقد يكون متأولًا أو جاهلًا, وقد يكون تاب، وله حسنات تمحو عنه ذنبه, وانظري الفتوى: 124910
والله أعلم.