الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:
فلا يجوز لك - أخي السائل - أن تصلي جالسًا؛ لأن القيام في صلاة الفريضة ركن من أركان الصلاة لا يسقط إلا عند العجز عنه, ولا يتصور أن لا تجد مكانًا تصلي فيه قائمًا في بلاد الكفر؛ إذ يمكنك أن توقف سيارتك في مكان آمن وتصلي على الأرض, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ .. متفق عليه, وملايين المسلمين يعيشون في بلاد الكفر يصلون قيامًا لله رب العالمين.
وإن كنت تستحي من أن يراك الناس تصلي فهذا ليس مبررًا لأن تترك القيام, والله تعالى أحق أن يستحيى منه, وانظر الفتوى رقم: 133605 عمن يصلي قاعدًا خشية أن يعرف أنه يصلي.
ولو فُرض أنك تخشى ضررًا إن نزلت وصليت قائمًا, ولم تجد مكانًا تصلي فيه قائمًا من غير خوف الضرر, فإنه يجوز لك - والحالة هذه - أن تصلي في السيارة قاعدًا, وتومئ بالركوع والسجود, وتجعل سجودك أخفض من ركوعك, وانظر الفتوى رقم: 61411 عمن حضرته الصلاة وخاف لو نزل انقطاعًا عن رفقته أو على نفسه, والفتوى رقم: 143469 عن حكم صلاة الفريضة في السيارة خشية الأذى.
والله تعالى أعلم.