الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن النوم على جنابة حتى الصباح لا يفسد الصيام، وانظر الفتوى رقم: 18078.
ولكن الاستمناء - وكذلك مشاهدة الأفلام الإباحية - منكر ظاهر, وأشد من ذلك ما وقع بينك وبين المرأة من أمور المعاشرة، وهذه الأفعال - وإن كانت لا تصل إلى الزنا الحقيقي الموجب للحد - إلا أنه ليس بالأمر الهين، بل هو منكر قبيح, وهو طريق للوقوع في الفاحشة, وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم زنا، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا, مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. متفق عليه.
لكن اعلم - أخي الكريم - أن الذنب مهما عظم فإن رحمة الله أعظم، فمن تاب توبة صحيحة تاب الله عليه، بل إن الله يفرح بتوبة العبد, ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات.
والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب, والندم على فعله, والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس, وعدم المجاهرة بالذنب، وننصحك بالمبادرة بالزواج من امرأة صالحة حتى تعف نفسك وتحصن فرجك، ولا تمتنع من ذلك بدعوى أنك تظلم من تتزوجها بذنوبك السابقة, فهذا من تلبيس الشيطان، فالتوبة الصحيحة تمحو أثر الذنب، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه.
واعلم أن القلب يعود بعد التوبة أقرب إلى الله, وأكثر حبًا له, وشوقًا إليه, وإقبالًا على طاعته, واستشعارًا لحلاوة الطاعة ، فإذا كنت قد تبت إلى الله فأبشر خيرا - بإذن الله - واحذر من وساوس الشيطان ومكائده, ولا تيأس أبدًا، وكن بين الخوف والرجاء, وهما يحمدان إذا حملا العبد على الكف عن المعاصي والاجتهاد في الطاعات.
أما الخوف الذي يقنط العبد من رحمة الله, أو الرجاء الذي يجرّئ العبد على المعصية ويقعده عن الطاعة فكلاهما مذموم، فأقبل على ربك, وأحسن الظن به فهو أرحم الراحمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يقول : أنا عند ظن عبدي بي, إن خيرًا فخير, وإن شرًا فشر. رواه الإمام أحمد.
والله أعلم.