الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمعرفة الشخص الذي صلب بدلاً عن عيسى - عليه الصلاة والسلام - وكذا معرفة قبره لا فائدة مرجوة من ورائه, وراجع الفتوى رقم: 187665.
وأما إضلال الله للنصارى: فاعلم أن هدايته تعالى التي هي التوفيق للإيمان والعمل الصالح، لا ينالها كل أحد، وإنما تدرك من كان أهلًا لها، وقد نص القرآن في مواضع على أن الله تعالى أعلم بمن يستحق الهداية فيهديه، قال تعالى: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص: 56} قال ابن كثير: أي: هو أعلم بمن يستحق الهداية وبمن يستحق الغواية. اهـ. وقال السعدي: هو أعلم بمن يصلح للهداية فيهديه، ممن لا يصلح لها فيبقيه على ضلاله. اهـ.
وضلالهم يحصل لهم بسبب ظلمهم , كما قال تعالى: وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ {إبراهيم: 27}، وقال سبحانه: بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ. {الروم : 29} قال السعدي: أي: لا تعجبوا من عدم هدايتهم, فإن الله تعالى أضلهم بظلمهم، ولا طريق لهداية من أضل الله؛ لأنه ليس أحد معارضًا لله أو منازعًا له في ملكه. اهـ, وانظر فتوانا رقم: 150809.
والله أعلم.