الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا لم نقف على هذا الكلام منسوبًا إلى ابن عباس - رضي الله عنه -.
لكن إذا كنت تتصور أن بين معنى هذا الكلام - لو صح - وبين حديث زينب المذكور تعارضًا، فلا تعارض بينهما؛ إذ لا يتواردان على محل، فالأول يعنى أن الله تعالى يجعل لعباده المتقين فرجًا ومخرجًا من كل نازلة, وهو في معنى قول الله عز وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}.
قال ابن كثير: ومن يتق الله فيما أمره به، وترك ما نهاه عنه، يجعل له من أمره مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، أي: من جهة لا تخطر بباله.
وقال القرطبي: وقال أبو العالية: مخرجًا من كل شدة, وقال الربيع ابن خيثم: يجعل له مخرجًا من كل شيء ضاق على الناس.
ولكن هذا لا يعني السلامة المطلقة, فهم يمرضون ويفتقرون ويبتلون، وقضاء الله تعالى إذا حق نزل.
أما حديث زينب فهو بيان منه صلى الله عليه وسلم لشؤم المعصية, وأنها تلحق من لا كسب له فيها من خيار الناس وصالحيهم, وهو قضاء لا مرد له إذ نفذ، وليس في جملة هذا الحديث حط من مكانة الصالحين, ولا عقوبة لهم، قال الإمام النووي: ومعنى الحديث أن الخبث إذا كثر فقد يحصل الهلاك العام, وإن كان هناك صالحون.
والله أعلم.