الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما لماذا أبطل ابن تيمية المنطق: فلما رأى فيه من الفساد, وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية كما في المجلد التاسع من مجموع الفتاوى: ما تقولون في المنطق؟ وهل من قال: إنه فرض كفاية مصيب أم مخطئ؟ فأجاب: الحمد لله، أما المنطق: فمن قال: إنه فرض كفاية، وإن من ليس له به خبرة فليس له ثقة بشيء من علومه, فهذا القول في غاية الفساد من وجوه كثيرة التعداد, مشتمل على أمور فاسدة, ودعاوى باطلة كثيرة, لا يتسع هذا الموضع لاستقصائها، بل الواقع قديمًا وحديثًا: أنك لا تجد من يلزم نفسه أن ينظر في علومه به, ويناظر به إلا وهو فاسد النظر والمناظرة, كثير العجز عن تحقيق علمه وبيانه, فأحسن ما يحمل عليه كلام المتكلم في هذا: أن يكون قد كان هو وأمثاله في غاية الجهالة والضلالة، وقد فقدوا أسباب الهدى كلها، فلم يجدوا ما يردهم عن تلك الجهالات إلا بعض ما في المنطق من الأمور التي هي صحيحة، فإنه بسبب بعض ذلك رجع كثير من هؤلاء عن بعض باطلهم، وإن لم يحصل لهم حق ينفعهم، وإن وقعوا في باطل آخر, ومع هذا فلا يصح نسبة وجوبه إلى شريعة الإسلام بوجه من الوجوه؛ إذ من هذه حاله فإنما أتى من نفسه بترك ما أمر الله به من الحق حتى احتاج إلى الباطل, ومن المعلوم أن القول بوجوبه قول غلاته وجهال أصحابه، ونفس الحذاق منهم لا يلتزمون قوانينه في كل علومهم, بل يعرضون عنها، إما لطولها, وإما لعدم فائدتها, وإما لفسادها, وإما لعدم تميزها, وما فيها من الإجمال والاشتباه، فإن فيه مواضع كثيرة هي لحم جمل غث على رأس جبل وعر, لا سهل فيرتقى, ولا سمين فينتقى, ولهذا ما زال علماء المسلمين وأئمة الدين يذمونه ويذمون أهله, وينهون عنه وعن أهله؛ حتى رأيت للمتأخرين فتيا فيها خطوط جماعة من أعيان زمانهم من أئمة الشافعية والحنفية وغيرهم فيها كلام عظيم في تحريمه وعقوبة أهله. اهـ.
وننصح الأخ السائل بقراءة كتاب الرد على المنطقيين لشيخ الإسلام، وهو مطبوع بمفرده.
وأما بالنسبة للكتب التي ردت على حجج المشركين: فتجد هذه الردود في كتب العقيدة والتوحيد قديمًا وحديثًا, وذلك مثل شروحات كتاب التوحيد, وغيرها.
أما عن الكتب في منهج القرآن في الجدل: فمنها كتاب مناهج الجدل في القرآن الكريم, لمؤلفه زاهر عواض الألمعي.
وأما إذا لم يقدر العالم على رد حجة عقلية أو نقلية للمخالف في وقتها, فيقول: لا أعلم, وسأبحث عن المسألة, ونحو ذلك من العبارات, وليس في هذا نقص على العالم, ولا تقليل من قدره.
والله أعلم.