الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان المقصود أن تخبر الطبيب المعالج - مثلًا - بما يوسوس به صدرك طلبًا للعلاج فلا حرج في ذلك - إن شاء الله -، فحكاية الكفر لا تعتبر كفرًا، فقد ورد في حديث الذي وجد راحلته بعد أن أضلها بأرض فلاة أنه قال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك, أخطأ من شدة الفرح, هذا لفظ مسلم, وأصله في الصحيحين.
قال ابن حجر: قال عياض: فيه أن ما قاله الإنسان من مثل هذا في حال دهشته وذهوله لا يؤاخذ به، وكذا حكايته عنه على طريق علمي وفائدة شرعية لا على الهزل والمحاكاة والعبث، ويدل على ذلك حكاية النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، ولو كان منكرًا ما حكاه. اهـ.
والأصل أنه لا يجوز للمسلم التحدث بمثل هذا الكلام لغير حاجة - كما هو الحال مع الطبيب - ثبت في الصحيحين عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم به.
وننبه إلى أن مثل هذه الوساوس الكفرية من كيد الشيطان، ومن أصابه شيء منها يجب عليه مدافعتها, وعدم الاسترسال معها؛ لئلا يطمئن بها قلبه. ولمزيد الفائدة راجع الفتويين: 45147 - 7950.
والله أعلم.