الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن أخطر ما ورد في سؤالك ما ذكرته بشأن عقوق الوالدين، وخاصة الأم التي قد جعل الله لها ثلاثة أرباع البر، فالعقوق في حقها أشد، والإثم أعظم. فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى، واستسماح والديك فيما بدر منك من تقصير تجاههما عسى الله أن يعفو عنك. وراجع في العقوق الفتوى رقم: 17754.
وبخصوص هذا الطلاق وما ترتب عليه، فإن كانت المحكمة الشرعية هي التي قضت بما قضت به، فلا كلام لنا، فالقاضي الشرعي أدرى بما حكم به، فلا تفيد الفتوى في هذا الأمر. وما يمكننا أن نقوله لك هنا هو أن الخلوة الصحيحة تترتب عليها عدة أمور، ومنها أن الزوجة تستحق المهر كاملا كالمدخول بها كما أوضحناه بالفتوى رقم: 96298. وتستحق أيضا النفقة من حين الخلوة بها إلى نهاية عدتها كما بينا بالفتوى رقم: 105134. ولا حق لهذه المرأة في طلب تعويض عن الضرر المعنوي الذي أصابها بسبب الطلاق، وراجع فتوانا رقم: 35535.
وأما حفل العقد ونحوه من تكاليف الزواج، فإنه يلزم الزوج في قول بعض أهل العلم إن اشترط عليه، أو جرى العرف بأنه لازم له كما هو مبين بالفتوى رقم: 60375. والأمر في قضايا النزاع هذه إلى القاضي الشرعي كما أسلفنا، فهو الأحق بالنظر فيها والحكم بما يراه مناسبا .
والله أعلم.