الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:
فما فعلته من قضاء الصلاة عند تذكرها صحيح, ولا تطالب بأكثر منه, وذلك أن من نسي صلاة فإنه يصليها حين يذكرها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ. رواه مسلم.
ولا تطالب بإعادة ما صليته قبل قضاء تلك الصلوات المنسية؛ لأن الترتيب يسقط بالنسيان, جاء في الشرح الكبير على المغني: وإن نسي الترتيب سقط وجوبه؛ حتى لو صلى الحاضرة ناسيًا للفائتة, ولم يذكرها حتى فرغ؛ فليس عليه إعادة. نص عليه أحمد في رواية الجماعة. اهــ.
وكونك قضيت الصلاة خلف من يصلي الحاضرة, فإن أهل العلم مختلفون في ذلك, فذهب بعضهم إلى الصحة, وهو مذهب الحنابلة والشافعية, وهو المفتى به عندنا, وذهب آخرون إلى عدم الصحة وهو مذهب المالكية, قال ابن مفلح الحنبلي في الفروع: وَفِي الْمَذْهَبِ يَصِحُّ الْقَضَاءُ خَلْفَ الْأَدَاءِ ... اهــ .
وقال النووي في المجموع: وأما القضاء خلف الأداء, والأداء خلف القضاء, وقضاء صلاة خلف من يقضي غيرها فكله جائز عندنا, إلا أن الانفراد بها أفضل للخروج من خلاف العلماء. اهــ
وإذا كنت صليت المغرب مقتديًا بمن يصلي العشاء فإن صلاتك صحيحة في القول المرجح المفتى به عندنا, كما في الفتوى رقم: 121331.
كما أنها تصح إذا كنت صليت العشاء خلف من يصلي المغرب, إلا أنك في هذه الحالة يجب أن تتم ولا يصح أن تقصر الصلاة, وراجع فتوانا رقم: 188973.
وانظر الفتوى رقم: 160349 عن الترتيب بين الفوائت.
والله تعالى أعلم.