الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بلغ منك الوسواس مبلغا، ونحن نجمل جواب سؤالك المتداخل في نقاط يسهل عليك إذا فهمتها أن تعالجي جميع ما يعرض لك ولصاحبتك من مشكلات، شريطة أن تعملي بما ننصحك به وتجاهدي نفسك على تطبيقه.
أولا: أعرضي عن الوساوس جملة ولا تلتفتي إلى شيء منها، واعلمي أنه لا علاج لهذه الوساوس أمثل من الإعراض عنها؛ وانظري الفتوى رقم: 51601.
ثانيا: قد بينا صفة المني والفرق بينه وبين غيره من الإفرازات الخارجة من المرأة في فتاوى كثيرة؛ وانظري الفتوى رقم: 128091. وإذا شككت في الخارج هل هو مني أو غيره، فإنك تتخيرين فتجعلين له حكم ما شئت؛ وانظري الفتوى رقم: 158767.
وإذا عملت بهذا فأنت عاملة بالشرع مطبقة لما يرضي الله تعالى؛ فإن الله تعالى لا يرضيه أن تستسلمي للشيطان وتسترسلي مع الوساوس، فدعي عنك ما يلبس به الشيطان عليك من أنه قد يكون لهذا حقيقة، وقد تكونين مفرطة وغير ذلك من الأوهام التي يفتح بها عليك باب الوسوسة.
ثالثا: رطوبات الفرج طاهرة على الراجح، لكنها ناقضة للوضوء، وإذا كنت مبتلاة بسلس هذه الرطوبات، فلا يلزمك التحفظ منها أصلا، وإنما يلزمك فقط الوضوء لكل صلاة، وإذا شق عليك الوضوء فلا حرج عليك في الأخذ بقول المالكية الذين يرون أن وضوء صاحب السلس لا ينتقض بخروج الوقت، وانظري الفتوى رقم: 110928 ورقم: 75637. وليس عمل الموسوس بالمذهب الأيسر من الترخص المذموم؛ وانظري الفتوى رقم: 181305.
رابعا: الصفرة والكدرة تعد حيضا إذا كانت في زمن الحيض، وأما في غير زمن الحيض فلا تعد حيضا، وهي نجسة يجب التطهر منها؛ وانظري الفتوى رقم: 134502. ولبيان الفرق بينها وبين رطوبات الفرج انظري الفتوى رقم: 167711.
فإذا كان الذي يخرج منك هو رطوبات الفرج، فلا يجب عليك الاستنجاء منها كما مر، وأما إذا كانت صفرة في غير زمن العادة فإنك تتحفظين بشد خرقة على الموضع، وتتوضئين لوقت كل صلاة كما يفعل صاحب السلس، ولا يجب عليك تغيير الخرقة على الراجح، وانظري الفتوى رقم: 178929.
خامسا: إذا شككت في خروج أي شيء منك، فالأصل عدم خروجه، فلا تلتفتي إلى هذا الشك كائنا ما كان، فإن شككت في خروج البول فالأصل أنه لم يخرج، وكذا في الرطوبات والمني وغيرها، فأي شيء شككت في خروجه فالأصل عدم خروجه، ولا تحكمي بخروجه حتى يحصل لك اليقين الجازم الذي تستطيعين أن تحلفي عليه، ولا تفتشي ولا تبحثي لتتحققي مما إذا كان خرج شيء أو لا، بل أعرضي عن الشك واطرحيه عنك، وامضي في عبادتك دون أن تبالي بهذه الأوهام، وانظري الفتوى رقم: 155149.
وفي الختام نسأل الله لك الشفاء والعافية، ونرشدك إلى التداوي بمراجعة الأطباء الثقات، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.