الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي وفقك للتوبة، وهداك إليه، ونسأله سبحانه أن يرزقك الاستقامة على الطاعة، والثبات على الهدى، إنه سبحانه كريم مجيب.
ثم اعلم أنك ما دمت - والحمد لله - قد حققت التوبة بشروطها من ندم على الذنب، وإقلاع عنه، وعزم على عدم العود إليه، فلتهنأك التوبة، وأبشر بعفو الله، وبالنجاة من عذاب النار، وعذاب القبر - إن شاء الله - فتوبة المؤمن بشروطها مقبولة.
قال المناوي: والمراد أن التوبة الصحيحة تمحو أثر الخطيئة، وإن كانت كبيرة، حتى كأنها لم تكن، فيلتحق بمن لم يرتكبها، والثوب المغسول كالذي لم يتوسخ أصلًا.
وقال الغزالي: فالتوبة بشروطها مقبولة ماحية لا محالة، قال: فمن توهم أن التوبة تصح ولا تقبل، كمن توهم أن الشمس لا تطلع، والظلام لا يزول.
والله أعلم.