الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فشكر الله لك حرصك، غير أن هذا الحرص لا بد أن يكون مصحوبًا بشيء من الحزم، وتنظيمُ الوقت من أنفع الأشياء للمسلم في تحصيل ما يريد، فتوزع الوظائف المراد الإتيان بها في اليوم على جميع أجزائه, مقدمًا الأهم فالأهم، وقولك: (وأجلس قليلًا فيؤذن للمغرب) ونحو ذلك دليل على أنك لا تغتنم هذه الأوقات, وهي وإن كانت يسيرة إلا أن ضَمَّ بعضها إلى بعض يستطاع فيه إنجاز الكثير، فاستعن بربك, ولا تضع شيئًا من وقتك في غير عمل نافع: إما من أعمال الدنيا, أو من أعمال الآخرة، وقد أشرنا إلى ما ينبغي العناية به من الوظائف في الفتوى رقم: 172837.
فحاول أن تطبق هذا المنهج الذي وضعناه, أو تقترب منه قدر المستطاع، ولا تشغل نفسك بمتابعة الإنترنت كثيرًا إلا حيث علمت أن في ذلك مصلحة راجحة، وقدم أمر دينك على أمر دنياك, معتنيًا بواجب الوقت, صارفًا همتك إليه, مقدمًا الأهم على المهم، وفقك الله, وأعانك على ما فيه صلاح دنياك وآخرتك.
والله أعلم.