الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن الحسد والسحر حق، ولهما تأثير إن أذن الله به، ولكن الذي نحذر منه هو الغلو في هذا الباب, بحيث يعلق الشخص كل ما يعرض له من أمور بالسحر أو العين, معرضًا عن التفتيش عن الأسباب الحقيقية لما حصل له، ومن ثم فنحن ننصحكم بالأخذ بأسباب التوفيق, ومعرفة ما عسى أن يكون سببًا في هذا الإخفاق, والسعي في معالجته.
ومن أعظم هذه الأسباب الجالبة للتوفيق طاعة الله تعالى وتقواه, كما قال جل اسمه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}، وليعلم أن أعظم أسباب المصائب هو معصية الله تعالى, وارتكاب ما نهى عنه, كما قال عز وجل: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}، والنصوص في هذا المعنى كثيرة، فعليكم أن تجتهدوا في طاعة الله, وتجتنبوا معصية الله, ولتكثروا من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى, فإنه سبحانه مالك الملك, وأزمة الأمور كلها بيديه سبحانه، فثقوا به, وتوكلوا عليه, وفوضوا أمركم إليه, فإنه سبحانه كافي من توكل عليه, كما قال سبحانه: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:3}، واستعمال الرقى النافعة من الكتاب والسنة من أنفع الأشياء - بإذن الله - فإن يكن ثم سحر أو عين فإنه يذهب بالرقية, والإقبال على الله تعالى, والاجتهاد في دعائه.
وأما نحن فلا نستطيع الجزم بما إذا كان ما بكم عينًا أو غير ذلك، وفيما نصحناكم به وأرشدناكم إليه نفع - إن شاء الله - نسأل الله لنا ولكم تيسير الأمور وصلاح الأحوال.
والله أعلم.