الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نفهم على وجه الدقة مراد السائلة مما كتبت، ولكننا على سبيل العموم نقول: شأن الصلاة عند الله عظيم، وأمرها جليل، وتركها من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وإثم تركها أعظم من إثم قتل النفس والزنا، وأكبر من إثم شرب الخمر، والسرقة، وأكل الربا، وهذا بإجماع المسلمين، فلم يخالف في ذلك أحد منهم، وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم تركها كفرا في أحاديث عديدة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر. رواه النسائي، والترمذي، وابن ماجه، وصححه الترمذي، والألباني. وقوله صلى الله عليه وسلم: إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة. رواه مسلم في صحيحه، ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجه بلفظ: بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة. وصححه الترمذي والألباني.
فلتخش الأخت السائلة على نفسها من هذا الوعيد الشديد، ولتبادر قبل أن يحل بها مكر الله تعالى وعقوبته، فإن أخذه للظالمين أليم شديد، ولتحذر نفسها الأمارة بالسوء، وشيطانها العدوّ اللدود، ولتعلم أن أول ما يحاسب عليه المرء صلاته، فقد قال صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإذا صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر. رواه الترمذي وصححه الألباني. وراجعي للمزيد في هذا المعنى الفتوى رقم: 6061 .
والله أعلم.