الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يوفقك، وأن يثبتك على الهدى، وأن يلهمك الرشد والسداد في القول والعمل، إنه سبحانه ولي مجيب.
ثم اعلم أن وسيلة التخلص من هذا الذنب - بعد عون الله تعالى وتسديده - هي المجاهدة، والمكابدة، والمحاسبة، وأطر هذه النفس على الجادة أطرا، وحبسها على الطاعة حبسا، فكلما وقعت في الذنب فبادر بالإقلاع وتجديد التوبة، ولا تيأس ولا تقنط من هداية الله تعالى وتوفيقه، وقبل هذا كله عليك بالتضرع والتوجه إلى الله بالدعاء، فليس العار في أن نخطئ، ولكن العار أن نخطئ فلا نتوب، وفي الترمذي من حديث أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
قال الصنعاني: والحديث دال على أنه لا يخلو من الخطيئة إنسان لما جبل عليه هذا النوع من الضعف، وعدم الانقياد لمولاه في فعل ما إليه دعاه وترك ما عنه نهاه، ولكنه تعالى بلطفه فتح باب التوبة لعباده، وأخبر أن خير الخطائين التوابون المكثرون للتوبة على قدر كثرة الخطأ.
قال الإمام النووي: لو تكرر الذنب مائة مرة أو ألف مرة أو أكثر، وتاب في كل مرة، قبلت توبته وسقطت ذنوبه، ولو تاب عن الجميع توبة واحدة بعد جميعها صحت توبته.
وراجع الفتويين التاليتين: 1909 / 61553 .
والله أعلم.