الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف, ويؤدي حقه، ومن حق الزوجة أن تمتنع من مساكنة أقارب زوجها, وتطالب بمسكن مستقل؛ كما بيناه في الفتوى رقم: 80229.
ولا يخفى أن كثرة تدخل الأهل في شئون الزوجين غالبًا ما يؤدي إلى مفاسد، فينبغي للأهل ألا يتدخلوا في شؤون الزوجين إلا عند الحاجة بمشورة أو نصيحة بالمعروف، وعلى الزوج أن يكون حكيمًا فيحسن عشرة زوجته, ويحرص على صفو العلاقة بين أهله وزوجته.
والذي ننصحكم به أن يتدخل حَكَم من أهل الزوج وحكم من أهل الزوجة أو غيرهما من العقلاء الصالحين ليصلحوا بينهما, أو يتفقوا على الطلاق في حال تعذر الإصلاح، لكن ننبه إلى أن الطلاق ليس بالأمر الهين, فلا ينبغي أن يصار إليه إلا عند تعذر جميع وسائل الإصلاح، وإذا أمكن للزوجين الاجتماع والمعاشرة بالمعروف - ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات, والتنازل عن بعض الحقوق - كان ذلك أولى من الفراق, لا سيما حال وجود أولاد.
كما ننبه إلى أن الطلاق قبل الدخول والخلوة الصحيحة طلاق بائن لا يملك الزوج فيه الرجعة إلا بعقد جديد، فإن كان زوج ابنتك قد طلقها قبل الدخول وراجعها من غير عقد جديد فالزوجية باطلة، فعليكم عرض المسألة على من تمكنكم مشافهته من أهل العلم الموثوقين في بلدكم.
والله أعلم.