الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا لك سابقا أن الهدية إن قصد بها محاباة الطالب ومساعدته بالغش في الامتحانات ونحو ذلك من المقاصد السيئة، فهي محرمة، وهي من الرشوة، وأما إن قصد بالهدية مجرد التودد دون قصد غرض سيء فلا بأس بها، ولا سيما بعدما انتقل الابن وأكمل دراسته، فلم يعد احتمال غرض التأثير وطلب المحاباة واردًا.
وعليه: فلا نرى حرجًا في هدايا الأب للمدرس المذكور، ولا في إرسال المدرس لشهادة ابن صديقه إليه.
وإذا أردت نصيحة المدرس فبين له حرمة الغش, وسوء عاقبته من أجل محاربته والقضاء عليه في المدرسة، وليتعاون مع باقي المدرسين والإدارة وأهالي الطلاب في تلك المهمة؛ لأن حسنة القضاء عليها تنفع الجميع، ومفسدة بقائها تضرهم أيضًا. كما ينبغي أن تبين له أن الأولى هو التنزه عن قبول هدايا أولياء الأمور أو الطلاب مطلقًا سدًّا لباب الرشوة.
والله أعلم.