الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على إعجابك بموقعنا, ونسأل الله أن يوفقنا وإياك إلى كل خير, وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل بمنه وكرمه سبحانه.
ولا يخفى أن التعارف بين الفتيان والفتيات سبيل إلى الفتنة والفساد, ومن هنا حذر منه الدعاة والمصلحون كثيرًا، وما وقع منك مع هذه الفتاة خير شاهد على ذلك, فالواجب عليك التوبة, وقطع أي علاقة لك معها، وإزالة كل وسيلة قد تكون ذريعة إلى العودة لهذا الذنب مرة أخرى، وشروط التوبة مبينة بالفتوى رقم: 5450.
وإن سألت الثقات عنها وتبين لك أنها صالحة, ولكن الشيطان قد أغواها تلك المرة, وتابت إلى الله، فما وقع منك معها ليس بمانع شرعًا من التقدم لخطبتها, والزواج منها، وقد روى ابن ماجه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
ومع الاستشارة عليك بالاستخارة، وراجع فيها الفتوى رقم: 19333, ومن تاب من ذنبه تاب الله عليه, فلا يؤاخذه الرب الرحيم سبحانه به، فلا تلتفت لأي وساوس من هذه الجهة قد تمنعك من الزواج منها.
وكل من الزنا الحقيقي والزنا المجازي قد سبق التعريف بهما بالفتوى رقم: 125770 فراجعها لتعرف حقيقة هذه الممارسات التي فعلتها مع هذه الفتاة.
وقولك: "وأدخل فيمن قال الله فيهم: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ {النور:26}، " جوابه: أن هذا المعنى لا يشملك، فالمقصود به بيان كون العفة شرطًا لصحة النكاح، فهي في معنى قوله تعالى: الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ {النور:3}، وسبق بيان ذلك بالفتوى رقم: 16706.
والله أعلم.