الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما الخوف من الرياء فهو أمر حسن، لكن لا ينبغي أن يسترسل الإنسان معه حتى يصل إلى حد الوسوسة، فيترك العبادة خوفا من الوقوع في الرياء، بل على العبد أن يأخذ بأسباب تحقيق الإخلاص، ويجتهد في دعاء الله تعالى أن يصرف عنه آفات العمل. وكل ما كان مقعدا عن العبادة مثبطا عنها، فهو من الوسواس المذموم، فعلى العبد أن يجتنبه ويبتعد عنه.
وأما في أبواب العبادات، فإذا كثرت الشكوك جدا بحيث تجاوزت الحد الطبيعي، فهي وسوسة، وقد ضبط ذلك بعض الفقهاء في باب الصلاة بأن من يعرض له الشك مرة في اليوم، فقد استنكحه الشك، فهو الموسوس الذي يعرض عن الوساوس ولا يلتفت إليها، ولتنظري الفتاوى التالية أرقامها: 171637، 150531، 120582.
والواجب الحذر من الوسوسة في جميع أبواب الدين، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وليعلم الموسوس أن إعراضه عن الوساوس فيه مرضاة لله تعالى، وفعل لما أمره به وشرعه له، فإن كان حريصا على مرضاة الله فليطرح الوساوس جملة ولا يلتفت إلى شيء منها، وليجاهد نفسه في تركها حتى يعافيه الله تعالى.
والله أعلم.