الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تخلص في التوبة إلى الله تعالى, والإنابة إليه مما اقترفت مع مديرك هذا من خيانة ما ائتمنتما عليه، فذلك ذنب عظيم، وإذا كنت فعلًا قد حققت التوبة بشروطها: من ندم على ما فات, وإقلاع عن الذنب, وعزم على عدم العود إليه أبدًا، فالتوبة مقبولة بشروطها هذه, وليهنأك ما وفقك الله من الرجوع إليه.
أما بخصوص هذا المال: فالواجب عليك أن تجهد في رد ما أخذته فورًا إلى خزانة هذه الشركة بما تستطيع حسب ما تيسر لك، ولو بأن تحتال فتدع بعض حقك مقابله؛ حتى تتحقق براءة ذمتك, ولا يجزئك أن تتصدق بهذا المبلغ وأنت قادر على رده، كما لا يجزئك أن تدفعه لهذا المدير وأنت تعلم أنه سيأخذه ويعتدي عليه, وراجع الفتوى رقم: 166879.
أما الواجب عليك قبل هذا المدير: فنصحه وزجره عن سيئ فعله، وإن لم ينزجر فلترفع أمره إلى من هو مسؤول عنه، ما لم تخش أن يلحقك بذلك ضرر أعظم، وسكوتك وأنت قادر على التغيير من الرضا بالمنكر الذي لا يجوز.
والله أعلم.