الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الإعانة والتوفيق, وأن يلهمك رشدك وسداد أمرك, وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى, إن ربنا قريب مجيب.
واعلم أن المسلم إذا أوقع الله في قلبه حب امرأة وجب عليه أن يعف نفسه عن الوقوع معها فيما يسخط الله تعالى، فلا يجوز أن تكون لك علاقة عاطفية معها، فالواجب عليك قطع كل علاقة معها, فإنها أجنبية عنك, وراجع الفتويين: 4220 - 30003.
وأما النكاح: فمن أفضل ما يرشد إليه المتحابان الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح. فإذا كانت لك رغبة في نكاحها فلا حرج عليك في التقدم لأهلها وخطبتها, والعقد عليها, مع تأخير الدخول؛ حتى ييسر الله أمرك.
ولكننا لا نحبذ طول مدة الخطبة أو العقد مع تأخير الدخول، فهذا قد يكون من أسباب حصول شيء من الشقاق بين الزوج والزوجة, أو مع أهل الزوج, أو أهل الزوجة, فإن كنت غير قادر على مؤنة النكاح قريبًا فأعرض عنها تمامًا, واشغل نفسك بالدراسة.
وإن يسر الله أمرك فيما بعد فتقدم لنكاحها، فإن نكحها غيرك فابحث عن غيرها، فالنساء كثير، وقد يرزقك الله من هي خير منها, وقد لا يتحقق لك بالزواج من هذه المرأة السعادة في الحياة الزوجية؛ وإن بدا لك الأمر خلاف ذلك فتوجه إلى ربك بالدعاء والضراعة, وسله الزوجة الصالحة, فهو أعلم بعواقب الأمور, قال سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
وإذا وعدتها بالزواج منها فلا شك في أن الأولى أن تفي لها بهذا الوعد، ولكن لو لم تفعل لم تكن ظالمًا لها بذلك، فالوفاء بالوعد مستحب في قول جمهور الفقهاء, وليس بواجب, كما أوضحنا بالفتوى رقم: 17057.
والله أعلم.