الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى تبارك وتعالى أن يجزيك خيرا على حرصك على الدعوة إلى الخير والترغيب في الإسلام، وهذا من شأن أهل الإيمان، قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {التوبة:71}.
ولا حرج شرعا في أن تقوم المرأة بدعوة رجل إلى الإسلام ولو كان أجنبيا عنها، بشرط أن تنضبط في ذلك بالضوابط الشرعية؛ روى النسائي عن أنس رضي الله عنه قال: خطب أبو طلحة أم سليم رضي الله عنهما فقالت: والله ما مثلك يرد، ولكنك كافر وأنا مسلمة، ولا يحل لي أن أتزوجك، فإن تسلم فذلك مهري، ولا أسألك غيره... الحديث.
وإن أمكن أن تسلطي عليه بعض ذوي العلم والحكمة من الرجال، فذلك أفضل.
وأساليب الدعوة كثيرة، ولا يتعين منها أسلوب واحد. والأسلوب الذي اتبعته في دعوته أسلوب جيد. ولا حرج فيما ذكرت من عبارات الثناء عليه ببعض الصفات الطيبة الموجودة فيه. وإذا فعلت ذلك بغرض تأليف قلبه، فلا داعي لأن تشعري بشيء من الحرج في ذلك، فالعبرة بمقصدك. ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. وإن ظن أنك معجبة به ونحو ذلك، فلا يلحقك إثم. ولكن يجب عليك الحذر من أن يستغل ذلك في محاولة إغوائك.
والله أعلم.