الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بلغ منك الوسواس - أيتها الأخت الكريمة - مبلغًا عظيمًا، وأنت التي توقعين نفسك في الحرج بتكلفك ما لم يشرعه الله تعالى، ولا تظني أنك بذلك ترضين الله تعالى، بل أنت بذلك تتعبين نفسك, وتشمتين بك الشيطان الذي يرميك بهذه الوساوس، فعليك - أيتها الأخت الكريمة - أن تعرضي عن هذه الوساوس جملة, وألا تلتفتي إلى شيء منها، وانظري الفتوى رقم: 51601 ولا تتكلفي في الاستنجاء، بل اغسلي ظاهر الدبر فقط, ولا تدخلي إصبعك في باطن الدبر، فإذا عاد ظاهر المحل خشنًا كما كان, فقد زالت النجاسة بذلك، ولا تفتشي بعده, ولا تغسلي قبلًا, ولا تتوهمي انتشار النجاسة، وإذا مسحت بالمنديل بدل الماء فضابط التطهر بذلك أن يخرج آخر منديل تمسحين به وليس عليه أثر من نجاسة، ولا تلتفتي إلى ما يعرض لك من وسواس بعد هذا، وانظري الفتوى رقم: 45329, ورقم: 132194.
وأما الفراش: فإذا تيقنت أنه أصابته نجاسة المذي فإنه يكفي نضحه بالماء في تطهيره، وانظري الفتوى رقم: 50657.
وإذا أصابه مني أو رطوبات الفرج فلا يتنجس بذلك؛ لكون هذه المذكورات طاهرة على الراجح، وانظري الفتوى رقم: 110928
وإذا شككت هل أصابت الفراش نجاسة أو لا: لم يلزمك تطهيره.
وأما ابنتك: فينبغي أن تعلميها كيفية الاستنجاء الصحيح على الوجه الذي ذكرناه من غسل ظاهر الدبر فحسب؛ حتى يعود خشنًا كما كان، ثم لا توسوسي بعد ذلك في نجاستها فضلًا عن أن توسوسي في انتقال النجاسة منها إلى ما تجلس عليه.
وانتقال النجاسة لا يحكم به بمجرد الشك وانظري الفتوى رقم: 128341.
فهوني عليك, فإن الأمر أيسر مما تتكلفينه بكثير, ودين الله تعالى يسر - والحمد لله - فدعي الوساوس, ولا تعيريها اهتمامًا.
والله أعلم.