الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الدعاء وإن كان أكثر جمله صحيح المعنى، إلا أن في بعضها مبالغة ظاهرة، كقوله: "اللهم سخر لي جميع خلقك". وفي بعضها خلاف بين أهل العلم، كقوله: "اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك" . وراجع في ذلك الفتوى رقم: 135232.
ثم إن ما صح معناه من الأدعية غير المأثورة وإن كان يجوز بالدعاء بها؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدع الله عز وجل. رواه البخاري، والنسائي واللفظ له. ولكن ما كان من هذا القبيل لا يقيد بزمان أو حال أو مكان أو عدد، أو دعوة الناس إلى المواظبة عليه واتخاذه سنة راتبة، وراجع في ذلك الفتويين: 132875 ، 138001. ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 137274.
ثم ننبه أخيرا على أن الأفضل للمرء حين يدعو أن يلتمس أدعية القرآن والسنة ويكتفي بهما، ففيها الخير والبركة والكفاية، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ كما تقول السيدة عائشة رضي الله عنها ـ: يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك. رواه أحمد وأبو داود. وصححه الألباني.
والله أعلم.