الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز تداول النكات التي يكون فيها انتقاص لله ورسوله، فإن هذا كفر بالله تعالى، قال سبحانه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ {التوبة:65}، ولا يجوز المزاح في مثل هذا الأمر، ولا يقبل فيه دعوى الجهل ممن يعيش بين المسلمين. والغفلة وعدم المبالاة بهذا الأمر شأنها خطير وعاقبتها وخيمة. روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم.
وبالنسبة لقول:" يلعن حرمك " فإن اللعن أمره خطير كذلك، فلا يجوز للمسلم أن يلعن ما لا يستحق اللعن، فربما رجعت اللعنة إلى قائلها؛ كما ثبتت بذلك السنة الصحيحة؛ وراجعي الفتوى رقم: 31024.
وترك الصلاة كسلا من غير جحود مختلف فيه، ومذهب الحنابلة -كما ذكرت- أنه مخرج من الملة. والجمهور على خلاف ذلك وقولهم قوي وله اعتباره. وانظري الفتوى رقم: 140588 والفتوى رقم: 68656.
وقد أحسنت حين استقمت وعزمت على عدم العودة لتلك المنكرات، ونرجو أن تكون باقي شروط التوبة من الندم وغيره متحققة. وبما أنك قد سلكت سبيل الاحتياط وقمت بتجديد عقد النكاح، فاستأنفي حياتك كأن شيئا لم يكن، ولا تلتفتي إلى أي وساوس، فإنها قد يتطور أمرها ويترتب عليها ما لا تحمد عقباه.
والله أعلم.