الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواو والياء والألف تسمى حروف علة كيفما وقعت، ساكنة كانت أو متحركة، وكيفما كانت حركة ما قبلها، مجانسة كانت أو غير مجانسة.
فإذا وقعت هذه الحروف ساكنة بعد حركة تجانسها - كالضمة للواو, والكسرة للياء - سميت حروف لين ومد وعلة معًا، فإن كانت ساكنة بعد حركة لا تناسبها فهي لين وعلة فقط, ولا يخفى أن الألف لا تكون إلا بعد فتح.
قال في ضياء السالك على أوضح المسالك: الواو والألف والياء التي يجمعها لفظ واي: إذا وقعت ساكنة بعد حركة تجانسها؛ وهي الفتحة قبل الألف، والضمة قبل الواو، والكسرة قبل الياء، سميت حروف علة ومد ولين؛ نحو: قام، يقوم، مقيم: فإن سكنت وقبلها حركة لا تناسبها، سميت حروف علة ولين؛ نحو: فرعون، خير، فإن تحركت سميت حروف علة فقط؛ فكل مد ولين، وكل لين علة، ولا عكس. انتهى
وإنما سميت هذه الحروف بحروف العلة لكثرة تغيرها وتبدلها من حال إلى حال بالنقص وبالزيادة, وبالحذف وبالإبدال, وبالقلب, وغير ذلك، قال الرماني: حروف العلة هي التي تتغير بقلب بعضها إلى بعض بالعلل.
وإنما سميت حروف مد لامتداد الصوت عند النطق بها من المد ضد القصر، وإنما سميت حروف لين لما فيها من اللَّيْنِ لاتساع مخرجها، واللين مصدر لان يلين ضد يبس.
قال سيبويه في الكتاب: وحروف اللين هي حروف المد التي يمد بها الصوت، وتلك الحروف: الألف، والواو، والياء.
وبهذا تعلم: أن الواو والألف من يخشى ويدعو حرفا علة ومد ولين معًا لسكونهما بعد حركة تجانسهما، وأن الياء من قُضِيَ والواو من دعوا ويدعوان حرفا علة, وليسا حرفا لين ولا مدٍّ لتحركهما.
والله أعلم.