الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى أن الكذب من المحرمات القطعية، ولا يرخص فيه للسائل إلا لضرورة أو حاجة ملحة، إذا لم توجد وسيلة أخرى مشروعة تفي بذلك، فإن كانت الأوضاع الأمنية والصحية كما وصفها السائل بالسيئة جدا جدا!! تصل به إلى حد الضرورة أو الحاجة الملحة، ولم يجد وسيلة أخرى لإزالة الضرر عن نفسه وعن عائلته، فلا حرج عليه ـ إن شاء الله ـ أن يلجأ لطلب حق اللجوء السياسي بالطريقة التي ذكرها، وإن أمكنه أن يستعمل التعريض والتورية فلا يجوز له أن يلجأ إلى الكذب الصريح وراجع في ذلك الفتويين رقم: 140381، ورقم: 130351.
وكذلك الحكم في استخدام المعلومات التي أشار إليها السائل إذا كان كشفها لا يضر أحدا، فلا حرج عليه في استعمالها إذا ألجأته الحاجة إلى ذلك، وهذا كله إذا كان هذا البلد الأوربي مما يجوز للمسلم الإقامة فيه، بأن يأمن على نفسه الفتنة ويستطيع إقامة شعائر دينه هناك، ثم إن من جازت له هذه الإقامة لظروفه الخاصة، فلا يجوز له أن يأخذ ما يقدمونه له من مساعدات مالية إلا إذا انطبقت عليه شروط استحقاق ذلك عندهم، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 29616.
والله أعلم.