الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهوني عليك - أيتها الأخت الكريمة - واعلمي أن ما أصابك من بلاء هو امتحان من الله تعالى لك لتكفر به سيئاتك, وترفع به درجاتك، وليس ما حصل غضبًا من الله عليك - إن شاء الله -، واعلمي - عافاك الله - أن علاج الوساوس هو الإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها، فعليك أن تتخذي تلك الشائعات وما قيل في حقك قوة دافعة للتماثل من هذا الداء - بإذن الله -.
فأنت بإرادتك وعزيمتك القوية قادرة - بإذن الله - على تجاوز تلك المرحلة, وتخطي هذا المرض، فلا تقفي عند تلك الأمور البسيطة التافهة, واستمري في العلاج, مجتهدة في دعاء الله تعالى أن يذهب عنك هذا الداء.
وأما تلك التي أساءت إليك: فحسابها على الله تعالى.
وننصحك بأن تصفحي عنها, وتتجاوزي عن فعلها, فإن من عفا عفا الله عنه, وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا.
ومعنى الانتصار المأذون فيه لك هو أن تعتدي عليها بقدر مظلمتها، وليس معناه أنك تهزمينها في الخصومة، ثم هذا الانتصار - وإن كان جائزًا - فالأولى العفو والصفح, كما قال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}, فتغاضي عن تلك الأمور, ولا تكثري من التفكير فيها؛ لئلا تؤخر شفاءك - بإذن الله - واجعلي أمثل رد على تلك الشائعات أن تثبتي لمطلقيها عكس ما قالوا, فيظهر لجميع الناس بعد تماثلك من هذا الداء - بإذن الله - أنك سوية - والحمد لله - وأنك لا تعانين من شيء، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.