الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأول واجب عليك أن تخلص التوبة إلى الله تعالى: بالاستغفار, والندم على ما فات, والعزم على عدم العود فيما بقي من العمر، وإن كنت قد وفقت لذلك فلتهنأك التوبة, فإنها كفارة كل ذنب.
أما عن هذا المال: فهو حق ثابت في ذمتك, لا يسقطه التقادم, ولا يبرؤك منه إلا أحد أمرين: إما أن تتحلل أصحابه فيحلوك ويبرؤوك، وإما أن ترده إلى الجهة التي أخذته منها.
وعلى ما ذكرت من العجز يبقى الحق دينًا في ذمتك - كما هو - حتى توسر به، وليكن عزمك منعقدًا دائمًا على رده متى استطعت إلى ذلك سبيلًا، فإذا قدرت فلتبادر, ولا تتوانَ في التخلص منه, وراجع الفتوى رقم: 114435.
أما عن كيفية الرد: فلك إذا خشيت عيبًا أو فضيحة أن تستر على نفسك, فترد المال بطريقة لا تجلب عليك ضررًا, كأن تقول: هذا المال من شخص اعتدى عليكم ثم تاب, أو نحو ذلك من الحيلة, وراجع الفتوى رقم: 196953.
والله أعلم.