الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى
البخاري في صحيحه عن
ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
لا يخلون رجل بامرأة، ولا تسافرن امرأة إلا ومعها محرم. فقام رجل، فقال: يا رسول الله، اكتتبت في غزوة كذا وكذا، وخرجت امرأتي حاجة. قال: اذهب فاحجج مع امرأتك. فالجهاد ذروة سنام الإسلام، كما صح الحديث بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، والحج ركن عظيم من أركان الإسلام، ومع هذا فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم للرجل في ترك الجهاد وأمره بمرافقة امرأته في الحج، وهذا يدل على تأكد وجوب المحرم للمرأة في السفر وأهميته.
وقد سبق أن ذكرنا أقوال العلماء في هذه المسألة مفصلة في الجواب رقم:
6219.
وهنا ننبه إلى أن النقطتين اللتين أشار لهما السائل لا تبرران سفر المرأة بدون محرم:
النقطة الأولى: قوله إنها في بلد ليس فيه محرم لها وذلك أن المرأة في بيتها لا تحتاج إلى محرم، وإنما تحتاج للمحرم إذا سافرت أو كانت في خلوة.
النقطة الثانية: قوله إنها لن يجلس بجانبها في الطائرة إلا أولادها وأمها وإن زمن الرحلة قصير فنقول: إن العلة التي من أجلها حرم سفر المرأة بدون محرم لا تزال قائمة مع هذا كله إن صح إذ من المعروف والواقع عملياً أن وقت الرحلة المقرر اتجاهها المعلن عنه قد يتخلف كل منهما فقد تتعطل الطائرة لسبب قاهر، وقد يحدث بها خلل أثناء الرحلة فتضطر إلى الهبوط في مطار آخر، وهذا مشاهد، وهنا تكمن الخطورة.
والله أعلم.