الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز إسقاط الهمزة في هذه الكلمة وغيرها، فهي لغة أهل الحجاز.
قال الدكتور رمضان عبد التواب في كتابه: (المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي): أما الهمزة في العربية، فلم تكن اللهجات العربية القديمة على سواء في نطقها؛ إذ كانت البيئة البدوية "تميم وما جاورها" هي وحدها التي تحقق نطق الهمزة، أما البيئة الحجازية "قريش وما جاورها" فكانت تسهل الهمزة، أي تترك نطقها في غير أول الكلمة. وقد أخذت العربية الفصحى تحقيق الهمزة من تميم.
قال أبو زيد الأنصاري: "أهل الحجاز وهذيل، وأهل مكة والمدينة، لا ينبرون، وقف عليها عيسى بن عمر، فقال: ما آخذ من قول تميم إلا بالنبر، وهم أصحاب النبر. وأهل الحجاز إذا اضطروا نبروا. وقال أبو عمر الهذلي: قد توضيت، فلم يهمز وحولها ياء، وكذلك ما أشبه هذا من باب الهمز". و"النبر" في الكلام السابق هو: الهمز" قال ابن منظور: "والنبر همز الحرف، ولم تكن قريش تهمز في كلامها. انتهى.
وإذا حذفت الهمزة هنا فإن الألف التي بعد الشين ستحذف نطقا لالتقاء الساكنين.
وأما إبدال همزة إن المكسورة بهمزة مفتوحة في هذا السياق الذي يدل على الشرطية، فله وجه جائز كذلك.
قال في تاج العروس في معرض حديثه عن أَنْ: وتكونُ شَرْطيَّةً كالمَكْسورَةِ. انتهى.
وقال السيوطي في معاني أن: الْخَامِسُ: أَنْ تَكُونَ شَرْطِيَّةً كَالْمَكْسُورَةِ. قَالَهُ الْكُوفِيُّونَ. وَخَرَّجُوا عَلَيْهِ: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا} ، {أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} ، {صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ} . قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيُرَجِّحُهُ عِنْدِي تَوَارُدُهُمَا عَلَى مَحَلٍّ وَاحِدٍ وَالْأَصْلُ التَّوَافُقُ. وَقَدْ قُرِئَ بِالْوَجْهَيْنِ فِي الْآيَاتِ الْمَذْكُورَةِ وَدُخُولُ الْفَاءِ بَعْدَهَا فِي قوله: {فَتُذَكِّرَ} . انتهى.
والله أعلم.