الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنك قد صرحت لنا في سؤال سابق أنك مصابة بالوسوسة، وهذا السؤال يؤكد ذلك، فعليك أن تعرضي عن هذه الوساوس وألا تسترسلي معها، وإلا أوقعت نفسك في حرج عظيم. ولبيان ماهية الاستهزاء المخرج من الملة انظري الفتوى رقم: 137818؛ وراجعي لبيان أهمية التخلص من الوسوسة في هذا الباب الفتوى رقم: 147101 وما فيها من إحالات. وعليه فلا وجه إذا لما تفرع عن هذه الوسوسة من التشبه بالكافرات إلى... آخره.
ثم ينبغي أن تعلمي أن التشبه بالكفار لا يكون إلا بفعل ما اختصوا به من دينهم أو عاداتهم، ومعنى ذلك أن التشبه لا يقع ابتداء إلا إذا فعل المسلم ما يتميز به الكفار عن المسلمين حتى يكون من شعاراتهم، سواء كان من أفعالهم الدينية أو كان من عاداتهم الدنيوية، أما المشترك الذي لا يختصون به فلا يقع التشبه بفعله، فما انتشر بين الناس ولا يتميز به الكفار أو العصاة عن غيرهم فإنه لا يدخل في النهي.
وقد سبق لنا التنبيه على ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 8672، 16909 ، 12438، 21112.
والله أعلم.