الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا أنت اجتهدت في غسل يديك وتنظيفهما وكنت على طهارة فلا نرى عليك حرجا في أخذ المصحف بهما ـ ومثله بالأحرى كتب العلم ـ إذ لا يناله من قذر الوسخ شيء، ولأن هذا كما ذكرت قد شقت عليك إزالته فمعفو عنه، وبالجملة فتكريم المصحف مطلوب، وتعظيمه من تعظيم حرمات الله تعالى، جاء في الموسوعة: وذكر العلماء أنواعا من تكريم المصحف، فمن ذلك تطييبه، وجعله على كرسي، لئلا يوضع بالأرض، وإن كان معه كتب أخرى يوضع فوقها ولا يوضع تحت شيء منها.
ومما يجدر التنبيه إليه أن هذا الوسخ معفوّ عنه في الطهارة إذا تعذرت إزالته، بل قد رأى شيخ الإسلام ابن تيمية أن العفو يشمله ولو لم يتعذر غسله، كما بينا في الفتوى رقم: 183619.
والله أعلم.