الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم ندر ما مراد السائل، ولعل مما يمكن أن يحمل عليه هو السؤال عن الوعيد الوارد في قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4ـ 5}.
وقد اختلف المفسرون في محمل هذا الوعيد هل المراد منه المنافقون الذي يصلون في العلانية ولا يصلون في السر، أو هم الذين يفرطون ويتساهلون في أداء الصلاة من المسلمين، وأقوال أخرى غير ذلك لخصها البغوي بقوله: قال ابن عباس: هم المنافقون يتركون الصلاة إذا غابوا عن الناس، ويصلونها في العلانية إذا حضروا، لقوله تعالى: الذين هم يراءون ـ وقال في وصف المنافقين: وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس {النساء:142} وقال قتادة: ساه عنها لا يبالي صلى أم لم يصل، وقيل: لا يرجون لها ثوابا إن صلوا، ولا يخافون عقابا إن تركوا، وقال مجاهد: غافلون عنها يتهاونون بها، وقال الحسن: هو الذي إن صلاها صلاها رياء، وإن فاتته لم يندم، وقال أبو العالية: لا يصلونها لمواقيتها ولا يتمون ركوعها وسجودها.
وقال ابن كثير: قال ابن عباس، وغيره: يعني المنافقين الذين يصلون في العلانية ولا يصلون في السر، ولهذا قال: للمصلين ـ أي: الذين هم من أهل الصلاة وقد التزموا بها، ثم هم عنها ساهون، إما عن فعلها بالكلية، كما قاله ابن عباس، وإما عن فعلها في الوقت المقدر لها شرعا، فيخرجها عن وقتها بالكلية، كما قاله مسروق، وأبو الضحى.
والله أعلم.