الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن خلال أسئلة السائل يتبين أن عنده شيئا من الوسواس، أو الشكوك والأوهام. ولذلك نقول له:
إن هذه الأمور من أعمال الشيطان التي يفسد بها دين المسلم وعبادته، وخلاصة علاجها هو إهمالها وعدم الالتفات إليها، كما سبق بيانه في الفتويين: 3086، 10973.
وكونك تتحرى فيما تحدث به أمر طيب، فإن من يتكلم في العلم لا يسوغ أن يتكلم بما لم يتأكد من ثبوته في الشرع.
فاحرص على مواصلة العلم الشرعي، ومجالسة العلماء حتى تكون على بصيرة وعلم بما تتحدث به مع الناس وتعلمهم إياه؛ فقد قال الله تعالى: وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً {الإسراء:36}، وقال تعالى لنبيه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {يوسف:108}، فقوله: على بصيرة يعني: على بيان وحجة واضحة غير عمياء، كما قال القاضي البيضاوي، وقال القرطبي: على بصيرة أي: على يقين وحق. انتهى.
والحجة الواضحة واليقين لا يتوصل إليهما إلا بالعلم.
والله أعلم.