الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى أن التعارف والمراسلة بين الشباب والفتيات ولو كان بغرض الزواج باب فتنة غير مأمون، وإنما ينبغي على من أراد خطبة امرأة أن ياتي البيوت من أبوابها فيخطبها من وليها، وانظري الفتوى رقم: 1769.
لكن إذا أخطأ الرجل الطريق في طلب المرأة فلا ينبغي أن يكون ذلك مانعا من قبوله إذا كان كفؤا لها، ولا سيما إذا كان بينهما ميل قلبي، فإن الزواج هو الطريق الأمثل والدواء الناجع في هذه الحال، فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.
كما أن تعجيل زواج الفتاة إذا تقدم إليها كفؤها مطلوب شرعا، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ. رواه ابن ماجه والترمذي.
وعليه؛ فالذي ننصح به الوالد ـ حفظه الله ـ أن يتحرى السؤال عن هذا الشاب، فإن بان له بأنه صاحب دين وخلق فليعجل بزواجك منه وإلا فليرده.
وعلى أية حال فعليك أن تقطعي علاقتك به ما دام أجنبيا لم يعقد عليك، وننصحك بالصبر والتوكل على الله والاستعانة به وكثرة دعائه فإنه قريب مجيب، كما ننصحك بمتابعة دروسك ولا تكثري من الفكر في هذا الأمر حتى تواصلي مسيرة التفوق في دراستك، وفقك الله لما فيه الخير في دينك ودنياك.
والله أعلم.