الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن استماع الغيبة مع عدم الإنكار على المغتاب محرم، والمستمع الذي لا ينكر أحد المغتابين، قال أبو حامد الغزالي: ولا تظن أن الإثم يختص به القائل دون المستمع، ففي الخبر: أن المستمع شريك القائل، وهو أحد المغتابين. انتهى.
ولم نجد من نص على أنه يجب على المستمع للغيبة أن يتحلل من اغتيب بحضرته وهو ساكت، ويخشى أن يكون هذا لازما له لكونه أحد المغتابين، وعلى كل فقد ذهب كثيرون من أهل العلم إلى أنه يكفي في التوبة من الغيبة الاستغفار لمن اغتيب والدعاء له، ولتنظر الفتوى رقم: 171183.
فلو أكثر مستمع الغيبة من الاستغفار والدعاء لمن اغتيب بحضرته كان ذلك حسنا، وبرئت بذلك ذمته ـ إن شاء الله ـ على فرض أنه تعلق بها حق لذلك الشخص، مع وجوب التوبة النصوح إلى الله تعالى من هذا الذنب.
والله أعلم.