الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الراجح من أقوال الفقهاء أن الولي شرط لصحة النكاح، وأنه لا يجوز للمرأة أن تزوج نفسها أو توكل من يزوجها، واشتراط الولي هو قول الجمهور المفتى به عندنا والذي تؤيده الأدلة، وخالفهم في هذا الإمام أبو حنيفة، ويمكن مطالعة الفتويين رقم: 5855، ورقم: 47816.
ولا يجوز للمسلم أن يتخير بين المذاهب طلبا للرخصة، كما هو مبين بالفتوى رقم: 4145.
والعامي يستفتي من يثق بعلمه ويعمل بمقتضى فتواه، وانظر الفتوى رقم: 41885.
وأما أمن التلاعب في وسائل الاتصال الحديثة فقد يكون من الصعب تحققه، والنكاح يحتاط له، ومن هذا الباب جاء منع مجمع الفقه الإسلامي من عقد النكاح من خلال هذه الوسائل، فلا يصح النكاح إذا تم العقد من خلال هذه الوسائل، والبديل المناسب هو أن يوكل ولي المرأة مسلما عدلا ينوب عنه في عقد النكاح، وسبق أن بينا ذلك بالفتوى رقم: 96558.
وفي نهاية الأمر إن تيسر لك الزواج من هذه الفتاة على الوجه الشرعي فذاك وإلا فاقطع كل علاقة لك معها، فإنها أجنبية عنك، وقد يكون عدم حصول هذا الزواج هو الأفضل مع ما ذكرت من كون كل منكما في بلد، ووجود شيء من العوائق في دخولك إلى بلادهم، هذا بالإضافة إلى أن الزواج الذي يتم من خلال التعارف على الأنترنت يغلب أن يكون مصيره الفشل بسبب عدم معرفة حقيقة الخاطب أو المخطوبة في الدين والخلق.
والله أعلم.