الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحرصك على صلاح أهلك وإشفاقك عليهم من تفريطهم في أمور الدين وغيرتك على محارم الله، كل ذلك علامة خير ودليل صدق، فاجتهد في نصح أهلك وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر على حسب علمك وقدرتك، مع مراعاة أن نصح الوالدين ليس كغيرهم، فلا بد أن يكون برفق وأدب ولا يكون فيه إغلاظ أو إغضاب، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 134356.
ولا يجوز لك إقرار أخواتك على التبرج أمام الأجانب، بل يجب عليك منع هذا المنكر بقدر استطاعتك، فعن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ أنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ.
قال النووي رحمه الله:.. ثم إنه قد يتعين كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو، أو لا يتمكن من إزالته إلا هو.
وقال ابن عبد البر: فواجب على كل مسلم أن يعلم أهله ما بهم الحاجة إليه من أمر دينهم ويأمرهم به، وواجب عليه أن ينهاهم عن كل ما لا يحل لهم ويوقفهم عليه ويمنعهم منه ويعلمهم ذلك كله.
وانظر ضوابط تغيير المنكر في الفتوى رقم: 124424.
واعلم أنه ينبغي للمؤمن أن يتسع قلبه رحمة ورأفة للعصاة ويرجو لهم الهداية والتوبة ولا ينافي ذلك إنكاره للمنكر وبغضه للمعصية، فإنه لا يكره العاصي لذاته، وإنما يكرهه لما تلبس به من المعصية، قال ابن القيم في مشاهد الناس في المعاصي.. أن يقيم معاذير الخلائق وتتسع رحمته لهم، مع إقامة أمر الله فيهم، فيقيم أمر الله فيهم رحمة لهم، لا قسوة وفظاظة عليهم.
وللفائدة راجع الفتوى رقم: 125111.
والله أعلم.