الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالطلاق في الأصل مبغوض والمرأة منهية عن سؤال الطلاق لغير مسوّغ، قال صلى الله عليه وسلم: أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ. رواه أحمد.
والذي يظهر لنا من سؤالك ـ والله أعلم ـ أن حياتك الزوجية ليس فيها ما يسوغ لك طلب الطلاق، وإنما الأمر مجرد نزغات شيطان، لأنك لم تذكري عن زوجك سوءا، بل ذكرت أنه محب لك حريص عليك فينبغي أن يحملك ذلك على حسن معاشرته والتغاضي عن هفواته، واحذري من كيد الشيطان فإنه يسعى للإفساد بين الزوجين والتفريق بينهما بكلّ سبيل.
وننصحك أن تتعاوني مع زوجك على طاعة الله والاستقامة على الشرع، فإن تعاون الزوجين على التقوى وبعدهما عن المعاصي من أعظم أسباب سعادتهما، وتفاهمي مع زوجك وصارحيه فيما يتعلق بأمور الفراش، وإن كان منك تقصير في شيء فعليك تدارك ذلك ومعاشرته بالمعروف، والحرص على حسن التبعّل له ولا سيما فيما يتعلق بالتجمل والتزين في حدود الشرع، والتودد بالكلمات الرقيقة والأفعال الجميلة، فإن كان زوجك لا يعفك ففي هذه الحال يجوز لك طلب الطلاق أو الخلع، كما بيناه في الفتوى رقم: 113898.
لكن على أية حال ينبغي عدم التعجل في طلب الطلاق فإنه ليس بالأمر الهين فينبغي ألا يصار إليه إلا عند تعذر جميع وسائل الإصلاح، وإذا استطاع الزوجان الإصلاح والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق كان ذلك أولى من الفراق.
وللفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا .
والله أعلم.