الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى أن التعارف بين الشباب والفتيات عبر الانترنت أو غيره، باب فتنة وذريعة فساد وشر، وقد جر عليك تهاونك في هذا الأمر شرا عظيما، وأوقعك في معصية وإثم مبين، وإذا كنت لم تقع في الزنا الذي يوجب الحد، وهو إيلاج فرج الرجل في فرج المرأة التي لا تحل له، فلستما زانيين، ولا يترتب عليكما أحكام الزناة، لكن هذا لا يعني التهوين من تلك الأفعال المحرمة، فقد سماها النبي -صلى الله عليه وسلم- زنا، فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. متفق عليه.
ومهما كانت المعصية فإن التوبة الصحيحة مقبولة بإذن الله، فهو سبحانه يغفر الذنوب جميعا، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
بل إن الله يفرح بتوبة العبد، ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات، فأبشر خيرا بتوبة الله وعفوه، ولا حرج عليك في التزوج من تلك المرأة، ولا تخش من وقوع أهلك في المحرمات قصاصا منك ما دمت تائبا؛ فإن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له؛ وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 164967.
والله أعلم.