الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فيظهر لنا من السؤال أنك لم تتيقني ظهور شيء من الشعر أثناء الصلاة نفسها، وإنما جربت ذلك حين علمت بوجود تلك الفتحات الصغيرة, وما دمت لم تتيقني من ذلك أثناء الصلاة، فإن صلاتك صحيحة والأصل عدم بطلانها, قال ابن قدامة في المغني: الشَّكُّ فِي شَرْطِ الْعِبَادَةِ بَعْدَ فَرَاغِهَا لَا يُؤَثِّرُ فِيهَا. اهــ.
كما أنك لو تيقنت أن الانكشاف قد وقع حقيقة أثناء الصلاة، فما دامت الفتحة صغيرة، فإن صلاتك صحيحة ولا تلزمك إعادتها ومن انكشف من عورته شيء يسير عرفا عن غير عمد فإن صلاته صحيحة في قول أكثر الفقهاء, قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف: وَإِذَا انْكَشَفَ مِنْ الْعَوْرَةِ يَسِيرٌ لَا يَفْحُشُ فِي النَّظَرِ لَمْ تَبْطُلْ صَلَاتُهُ، وَهُوَ الْمَذْهَبُ وَعَلَيْهِ جَمَاهِيرُ الْأَصْحَابِ.. اهـ.
وقال شيخ الإسلام: فَإِنَّ جُمْهُورَ الْعُلَمَاءِ يَعْفُونَ عَنْ ظُهُورِ يَسِيرِ الْعَوْرَةِ وَعَنْ يَسِيرِ النَّجَاسَةِ الَّتِي يَشُقُّ الِاحْتِرَازُ عَنْهَا..
وقال أيضا: ويعفى عن يسير العورة قدرا أو زمانا، فلو انكشف منها يسير، وهو ما لا يفحش في النظر في جميع الصلاة أو كشفت الريح عورته فأعادها بسرعة، أو انحل مئزره فربطه لم تبطل صلاته، وسواء في ذلك العورة المغلظة والمخففة. اهــ.
وانظري الفتوى رقم: 194015.
والله أعلم.