توجيهات لمن أرادت العفة والبعد عن الفجور

28-3-2013 | إسلام ويب

السؤال:
أنا فتاة في التاسعة عشرة من عمري, قبل عدة سنوات وقعت في فخ العلاقات المحرمة والتعلق بالجنس الآخر – للأسف - وأصبحت أدمن الارتباط بأحد الشباب, وكان الموضوع سابقًا يقتصر على المحادثات الهاتفية ووسائل الاتصال الأخرى, ولكن هذه العلاقة السيئة الآن تطورت تدريجيًا إلى لقاءات, وخلوة مع الطرف الآخر, وما يتخللها من قبلات وأحضان وغيرها مما يغضب الله, وكل مرة ينتهي اللقاء أحس بالذنب الشديد, وتأنيب الضمير, فأقنع نفسي بترك المعصية, ولكن الذي يحدث هو أنني أعود لنفس الخطأ مرة أخرى, وحاولت اتباع معظم الحلول, ولكن دون جدوى, فأتمنى مساعدتي.

الإجابــة:

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فهكذا يفعل الشيطان بمن يريد أن يغويه ويوقعه في حبائله، فإنه يقوده إلى الفتنة خطوة بعد خطوة، وقد حذر الرب تعالى من فتنته حيث قال: يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ {الأعراف:27}, فقد أوقعك إذن في شراكه، وإن لم تتداركي الأمر وتدركي نفسك فربما أدى بك إلى الوقوع في الزنا - والعياذ بالله -.

   ومن أول ما نرشدك إليه صدق العزيمة في إرادة التوبة والرجوع إلى الله تعالى، فإنه - عز وجل - يصدق من يصدقه، قال تعالى: فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ {محمد:21}, ومن دلائل صدق التوبة قطع كل وسيلة يمكن أن يتواصل هذا الشاب معك من خلالها: بتغيير عنوان البريد الالكتروني، ورقم الهاتف, وغيرها.

ثانيًا: عليك بالتوجه إلى الله, والتضرع إليه بقلب خاشع بأن يصرف عنك السوء، فإنه سبحانه أمر عباده بدعائه ووعدهم بالإجابة, فقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}. وكلما روعيت في الدعاء آدابه كان أرجى للإجابة, ويمكنك مطالعة آداب الدعاء بالفتوى رقم: 119608.

ثالثًا: تذكر الموت والخوف من سوء الخاتمة، وأن تقبض روحك وأنت على معصية، والأعمال بالخواتيم, وكذلك تذكر الحساب والوقوف بين يدي العزيز الجبار، ورؤية هذه المعاصي في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. وراجعي الفتاوى: 58553 - 138514 - 3226.

رابعًا: الحرص على صحبة الصالحات, وحضور مجالس العلم والذكر، فهي مجالس الخير، وأصحابها لا يشقى جليسهم، وهذا يعني أنه يعصم - بإذن الله - من شياطين الإنس والجن, وللمزيد راجعي الفتوى رقم: 24857 - 46323.

خامسًا: المبادرة إلى الزواج والبحث عن رجل صالح يتزوجك، فالزواج عفة وطهارة، ويجوز للمرأة شرعًا البحث عن الأزواج, وعرض نفسها على من ترغب في أن يكون لها زوجًا في حدود أدب الشرع, كما بينا بالفتوى رقم: 18430.

فهذه بعض التوجيهات: فإن أخذت بها وبأمثالها نجوت وسلمت - بإذن الرب الرحمن - وإن تركت الأمر لنفسك وهواها  كنت من جند الشيطان، وربما ندمت في دنياك وأخراك, جاء في الحديث القدسي أن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا عبادي, إنما هي أعمالكم أحصيها لكم, ثم أوفيكم إياها, فمن وجد خيرًا فليحمد الله, ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه. رواه مسلم. - نسأل الله لنا ولك العافية والسلامة، وأن يجنبنا الخطأ والزلل وكل ما تكون عاقبته الندامة -.

والله أعلم.

www.islamweb.net