الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الأمر مجرد ظنون وأوهام فلا يجوز اتهام هذه الفتاة بالشذوذ، فالواجب إحسان الظن بالمسلمين وحمل ما يظهر من أقوالهم وأفعالهم على أحسن الوجوه، وأما إن كانت الريبة ظاهرة في أفعالها مع صديقتها فالواجب نهيها عن المنكر، وإذا لم ترجع عن تلك الأفعال فعلى صديقتها أن تجتنب مخالطتها، وإذا لم ترتدع إلا برفع أمرها إلى من يردعها وجب رفع الأمر إليه، وإذا تابت ولم تظهر منها ريبة فالتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، واعلمي أنه لا يحق لك إخراج هذه الفتاة من السكن إذا كان المسكن غير مملوك لك أو كانت الفتاة مستأجرة للسكن ومدة الإجارة لم تنته بعد، لأن الإجارة من العقود اللازمة التي لا تفسخ إلا برضى الطرفين، أو بانتهاء أجل الإجارة. وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 36372.
والله أعلم.