الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاحذر الوساوس أيها الأخ الكريم ولا تسترسل معها، فإنه لا علاج للوساوس سوى ذلك، وما تفعله من ترك إعادة الوضوء والصلاة هو الصواب، فاستمر عليه حتى يعافيك الله تعالى، وانظر الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.
واعلم أنك غير مؤاخذ بما تفعله، لأنك تفعل ما شرعه الله تعالى لك، سواء كان ما في نفس الأمر مطابقا للوسوسة أو مخالفا لها، فإن الله يحب منك أن تعرض عن هذه الوساوس وألا تستسلم للشيطان، وما لم يكن عندك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه فلا تعد شيئا من الصلوات أو الوضوء، ولا إثم عليك في هذا فضلا عن أن تظن بنفسك الكفر ـ والعياذ بالله ـ بل هذا من جملة الوساوس التي يلقيها الشيطان في قلبك، ولا تكفر إذا استفتيت أمك ولا تكفر هي إذا أفتتك، فدع عنك الوسوسة في باب الكفر فإنه أمر خطير جدا، ولكن لا يجوز لأمك أن تفتيك بغير علم، بل إن كانت تعلم حكم المسألة أو سمعت فتوى لبعض أهل العلم فيها فلتخبرك بما تعلم وإلا فلا يجوز لها الكلام بغير علم، بل تتوقف حتى تسأل العلماء، فنبهها لهذا الأمر ولعلها إن كانت من طلبة العلم -كما ذكرت- تكون حريصة على هذا إن شاء الله.
والله أعلم.