الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنك قد صرحت لنا أنك مصاب بالوسوسة، وهذا السؤال يؤكد ذلك، فعليك أن تعرض عن هذه الوساوس وألا تسترسل معها وإلا أوقعت نفسك في حرج عظيم، فالوسوسة مرض شديد وداء عضال والاسترسال معها يوقع المرء في الحيرة والشك المرضي والضيق والحرج الشرعي، فكما يجب على العبد أن يخاف من الوقوع في الكفر وأن يبتعد عنه أشد البعد، فكذلك ينبغي أن لا يكون موسوسا كلما حصل منه شيء اتهم نفسه أو غيره بالكفر.
والواجب عليك هو الإعراض عن تلك الوساوس وعدم الالتفات إليها جملة وتفصيلاً، سواء في أمور الإيمان والكفر أو صحة زواجك أو غير ذلك، وننصحك بعرض نفسك على طبيب نفسي مع الاجتهاد في التخلص من الوساوس والانشغال بالأمور النافعة، ومن أعظم ما يعينك على ذلك الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء.
واعلم أن الكفر لا يحصل بالوسوسة ما دام صاحبها كارهاً لهذه الوساوس، وجملة ما ذكرت لا يقع به الكفر, فيتعين عليك الإعراض الكلي عن هذه الوساوس، وثق أنك أنت وزوجتك لم تقعا في الردة ولا حاجة لتجديد النكاح، ومن دخل في الإيمان بيقين لا يخرج منه إلا بيقين، وقد ذكر أهل العلم أيضا أن من فعل ما يحتمل الردة وغيرها لا يكفر بذلك، كما قال علي القاري في شرح الشفا: قال علماؤنا، إذا وجد تسعة وتسعون وجها تشير إلى تكفير مسلم ووجه واحد إلى إبقائه على إسلامه فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو خير له من أن يخطئ في العقوبة ـ رواه الترمذي والحاكم. اهـ.
وراجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى التالية أرقامها: 39653، 103404، 97944، 3086، 51601.
والله أعلم.