الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله الرحمة لجدكم, وأن يحسن عزاءكم فيه.
وأما هل يعد الميت بمثل هذا الداء شهيدًا, فراجع فيه الفتوى رقم: 114315.
أما إغماض عيني الميت فهو مستحب, ولا شيء على من عجز عنه.
وأما معنى: تبعه البصر فقد قال السيوطي في الديباج: إن الروح إذا قبض تبعه البصر, قال النووي: معناه إذا خرج الروح من الجسد تبعه البصر ناظرًا أين يذهب, قلت: وفي فهم هذا دقة, فإنه قد يقال: إن البصر يبصر ما دامت الروح في البدن, فإذا فارقه تعطل الإبصار كما يتعطل الإحساس, والذي ظهر لي بعد النظر ثلاثين سنة أن يجاب بأحد أمرين: أحدهما: أن ذلك بعد خروج الروح من أكثر البدن, وهي بعد باقية في الرأس والعينين, فإذا خرج من الفم أكثرها ولم ينته كلها نظر البصر إلى القدر الذي خرج, وقد ورد أن الروح على مثال البدن وقدر أعضائه, فإذا خرج بقيتها من الرأس والعين سكن النظر, فيكون قوله: إذا قبض معناه: إذا شرع في قبضه ولم ينته قبضه.
الثاني: أن يحمل على ما ذكره كثير من أن الروح لها اتصال بالبدن, وإن كانت خارجة, فيرى ويسمع ويعلم ويرد السلام, ويكون هذا الحديث من أقوى الأدلة على ذلك, والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم. اهـ
والله أعلم.